بروكسل، 2022: اسمي أُبّي بشرايا. أكتب إليكم بصفتي ممثل جبهة البوليساريو لدى الاتحاد الأوروبي وأوروبا، حركة التحرير الوطني للشعب الصحراوي.
منذ انسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية عام 1975، يعيش شعبنا في مأزق. تبقى عملية إنهاء الاستعمار غير مكتملة، بينما المملكة المغربية تحرمنا من سيادتنا. من خلال جبهة البوليساريو، انخرطنا في كفاح من أجل استقلالنا لما يقرب نصف القرن.
المؤسسات الدولية التي وعدت بحماية حقنا في التحرير، خذلتنا. على الرغم من اعتراف الأمم المتحدة في القرار 1514، بحق الشعب الصحراوي - من بين شعوب العالم المستعمرة - في السعي لتقرير المصير والاستقلال، إلا أننا لم نجد بعد اعترافًا واسعًا بهذا النضال. على الرغم من أن محكمة العدل الدولية أدانت، عام 1975، ادعاءات موريتانيا والمغرب بأرضنا، إلا أننا ما زلنا نعاني من الاحتلال المغربي حتى اليوم. على الرغم من أن الأمم المتحدة وعدت بإجراء استفتاء على استقلال كياننا عام 1991، إلا أن هذا الاستفتاء لم يتحقق بعد.
الآن، دخلنا مرحلة جديدة خطيرة في نضالنا. في 13 نوفمبر 2020، هاجمت القوات المغربية المدنيين الصحراويين في معبر الكركرات، وهو معبر حدودي جنوب الصحراء الغربية، وذلك في انتهاك لوقف إطلاق النار الطويل الأمد بين المملكة المغربية والشعب الصحراوي. وبعد شهر، أيّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ادعاءات المغرب بأرضنا مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقد شكل هذا انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة وكذلك للمبادئ التأسيسية للاتحاد الأفريقي، مما أعاق، و بشكل كبير، الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي.
قبيل نهاية عام 2021 دخلنا الذكرى الأولى لاستئناف الحرب بين جيش التحرير وقوات الاحتلال. في ذلك العام، ارتكب المغرب جرائم حرب ضد شعبنا من استهادف للمدنيين إلى إخفاء أعضاء جبهة البوليساريو. بعد قرابة نصف قرن من تخلي إسبانيا عن الصحراء الغربية للاحتلال المغربي، اضطر شعبنا مرة أخرى إلى حمل السلاح في النضال من أجل الدفاع عن النفس والتحرير.
يظل الكثيرون حول العالم صامتين بشأن الفظائع التي تُرتكب ضدنا وأنا أكتب هذه الكلمات. في وقت يستوجب تعزيز التضامن الدولي مع نضالنا، تظل وسائل الإعلام العالمية صامتةً، حتى مع التهديد بالانتشار الحرب خارج حدودنا.
لقد شهدنا دفاع التقدمية العالمية عن النضالات من أجل السيادة الشعبية في أماكن مثل البرازيل وتركيا وبوليفيا وكوبا. الآن، وبالنيابة عن جبهة البوليساريو، أدعوكم لزيارة مخيمات اللاجئين في الجزائر حيث يعيش العديد من أبناء شعبنا، ومناطق الصحراء الغربية الخاضعة لسيطرة حركتنا. نأمل أن تجذب زيارتكم أعين العالم إلى نضال شعبنا الدائم من أجل التحرير.
أُبّي بشرايا البشير، ممثل الجبهة الشعبية الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو) لدى الاتحاد الأوروبي وأوروبا