Long Reads

أصوات القومية البلوشية: حوار مع مهرانج بالوش

د. مهرانج بالوش، من لجنة ياكجيهتي البلوشية (التضامنية) تناقش آخر التطورات في النضال الوطني البلوشي.
في هذه المحادثة، تتناول د. مهرانج بالوش نشأة نضال بلوشستان من أجل تقرير المصير، ومشاركة المرأة في اندلاعه، وبناء التضامن التقدمي في منطقة جنوب آسيا.

في نوفمبر 2023، قُتل شخص يدعى بالعاش مولا بخش أثناء احتجازه لدى إدارة مكافحة الإرهاب. مثل عدد لا يحصى من الرجال البلوشيين الآخرين، وكان بالعاش قد اختفى قسريًا حتى تم تقديمه للمحاكمة بعد احتجاجات عامة. وأدى مقتله إلى حشد مئات من أقارب أشخاص آخرين مختفين قسريًا في كيش، بلوشستان. وتحت قيادة د. مهرانج بالوش، شكلوا لجنة ياكجيهتي البلوشية (BYC) وتوجهوا في مسيرات عبر باكستان نحو إسلام أباد. ولدى وصولهم إلى العاصمة، واجهوا عنف الشرطة والاعتقالات، وتم حصارهم في نادي الصحافة الوطني، حيث قاموا باعتصام لمدة شهر. وطوال تلك الفترة، قامت الحكومة بالتشهير والسخرية من حملتهم في المؤتمرات الصحفية. ومع ذلك، فعلى الرغم من محاولة الدولة نزع الشرعية عن الحراك وتشويه سمعته، فقد تم الترحيب بعودة لجنة ياكجيهتي البلوشية إلى بلوشستان بتجمعات جماهيرية غير مسبوقة.

لا تزال بلوشستان أكثر الأقاليم تخلفا في باكستان. وتواصل الدولة الباكستانية، بالتعاون مع رأس المال الدولي، استغلال أراضيها وثرواتها المعدنية الوفيرة. وفي إطار الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، شهدت بلوشستان العديد من المشاريع الضخمة، وأبرزها تطوير ميناء غوادار. لكن ذلك لم يؤدي إلا إلى زيادة التوتر بين الدولة والسكان المحليين الذين يزعمون أن تلك المشاريع تؤدي إلى النزوح الجماعي وزيادة تعميق الحكم العسكري في الإقليم.

بعد استقلال باكستان في عام 1947، انقسمت النخبة الحاكمة البلوشية حول مسألة كونها جزءًا من الدولة الجديدة. ورغم أن الدولة الباكستانية كانت قادرة على ضم الإقليم، فإنها اعتمدت على السردارات (قادة الجند) الموالين للدولة لإضفاء الشرعية على حكمها. ومع ذلك، خلال الديكتاتورية العسكرية للجنرال/ برويز مشرف (1999-2008)، تم تكثيف العنف ضد البلوش بشكل كبير. وبدأت الدولة حملة من الاغتيالات المستهدفة والاختطاف والتعذيب لقمع ما زعمت أنه انفصالية "تدعمها الهند" في بلوشستان. وقد تعرض عدد لا يحصى من البلوش (الطلاب والمعلمين والشعراء والناشطين والأطباء) للاختفاء القسري من قبل الدولة، وتقدر أعدادهم بالآلاف. 

وعلى مدى السنوات الـ 75 الماضية، كانت هناك تصاعدات دورية في النضال الوطني البلوشي من أجل قدر أكبر من تقرير المصير السياسي والاقتصادي، والذي تم سحقه سياسيًا أو عسكريًا من قبل الحكومات الباكستانية المتعاقبة. وشهدت السنوات العشرين الماضية تكثيف النضال القومي البلوشي الذي اتسع ليشمل شريحة كبيرة من المجتمع البلوشي. اليوم، يشمل النضال مجموعة واسعة من المنظمات، بدءًا من جيش تحرير بلوشستان (BLA) الانفصالي الذي يقاتل الجيش الباكستاني في صراع مسلح، إلى منظمة الطلاب البلوش (BSO) ولجنة ياكجيهتي البلوشية، اللذان يناشدان المجتمع الباكستاني الأوسع والمنظمات الدولية إلى محاسبة الدولة الباكستانية على أفعالها في بلوشستان. والكثير منهم يميلون إلى اليسار؛ ومع ذلك، فإنهم ينتقدون القوى اليسارية الرئيسية في باكستان لعدم دعمهم المباشر لحركات تحرير بلوشستان.

وتمثل لجنة ياكجيهتي البلوشية فصلاً جديدًا في النضال القومي البلوشي، وهو فصل لا يعتمد على النخبة من ملاك الأراضي أو السردارات (قادة الجند) للقيادة، وهي أكثر شمولاً للنساء وأفراد الطبقة العاملة. 

أجرت منصة جمهور الإخبارية حديث مع الدكتورة/ مهرانج بالوش في 3 يناير 2024، أثناء الاعتصام في إسلام أباد لمناقشة هذه الطفرة الأخيرة في النضال الوطني البلوشي. وباعتبارها نفسها ناشطة نسوية قومية، تحدثت مهرانج أيضًا عن رأيها في اليسار الباكستاني والحركة النسوية.

يمكنك مشاهدة المقابلة من هنا أو قراءة نص المقابلة باللغة الإنجليزية مع بعض التعديلات البسيطة أدناه.


أرسلان سمداني (أ. س.): كيف حالك دكتورة/ مهرانج؟

مهرانج بالوش (م. ب.): أنا بخير، كيف حالك؟

أرسلان سمداني: هل يمكنك التحدث عن حركتك؟ كيف ولماذا وأين بدأت؟ لقد مر شهر الآن على بدء حراكك في الاحتجاج. هل يمكنك أن تعطينا خلفية صغيرة؟ 

مهرانج بالوش: على الرغم من وجود العديد من الأحزاب البرلمانية في بلوشستان، إلا أنه ليس لدينا حركة سياسية يمكنها حل القضايا الحقيقية للناس، أو حتى إيصال أصواتهم. فمنذ عقد من الزمان، لم نشهد مثل تلك المنظمات أو أي حزب سياسي. منظمتنا - لجنة ياكجيهتي البلوشية (التضامنية) - ظلت تنظم نفسها باستمرار على مدى السنوات الأربع الماضية حول هذه القضايا. لقد كنا نقود الحركات وننظم الاعتصامات. بدأت هذه الحركة الحالية في 23 نوفمبر عندما استشهد بالعاش وأربعة آخرين في مواجهة وهمية (على الرغم من أنه من الواضح أن هذه لم تكن الحادثة الأولى من نوعها). وقبل ذلك، في نوفمبر وحده، قُتل ما بين 10 إلى 15 شخصاً من بلوشستان، وتم إلقاء جثثهم المشوهة. 

ومع ذلك، عندما تم اختفاء بالعاش قسريًا، كما ورد في وسائل الإعلام، نظمت عائلته حملات، كما تم تسجيل قضيته رسميًا لدى لجنة [التحقيق في حالات الاختفاء القسري، وهي هيئة حكومية]. وبعد 25 يومًا، قامت إدارة مكافحة الإرهاب (CTD) بعرضه على المحكمة، حيث تم حبسه احتياطيًا لمدة عشرة أيام. حتى أن عائلته ذهبت لزيارته، وبعد يومين، تم إلقاء جثته المشوهة في كيش مع أربعة أشخاص أبرياء آخرين اختفوا قسريًا. وكانت أعمارهم جميعاً تتراوح بين 21 و25 عاماً، ولم يكن أحدهم أكبر من 25 عامًا. وكانت هذه القضية آنذاك بمثابة استهزاء بمؤسسات [البلاد]، والنظام القضائي، الذي [يُقتل] فيه مدني بريء وهو في عهدتهم رهن الاحتجاز.

بعد ذلك، نظمت عائلة بالعاش اعتصامًا وبجانبهم جثمان بالعاش، في ساحة فداء بتربات. ودعمتهم لجنة ياكجيهتي البلوشية. كما تواصلنا مع عائلات الأشخاص الأربعة الآخرين الذين تم إلقاؤهم، ولكن من المؤسف أن جثثهم لم يتم تسليمها إلى عائلاتهم، وتم تسليمها لهم لاحقًا، بشرط دفنها على الفور. وقد أبدت عائلة بالعاش شجاعة واحتجت لمدة 15 يومًا بجوار جثمانه. 

في ذلك الوقت، طالبنا بتحرير تقرير تحقيق أولي (FIR) أي محضر قضية شرطية ضد إدارة مكافحة الإرهاب بسبب هذه المواجهة المزيفة، وطالبنا بمحاكمة قتلة بالعاش. لكن خلال تلك الأيام الخمسة عشر رأينا أنه من ناحية، كانت هناك حركة حقيقية جارية، حيث أصدر محامي بالعاش بيانًا مؤيدًا. فقمنا بتنظيم احتجاج أمام المحكمة التي يعقد بها الجلسات، وسجلت المحكمة تقرير تحقيق أولي ضد إدارة مكافحة الإرهاب. لكن من ناحية أخرى، فقد هددنا الوزراء الفيدراليون وموظفون عموميون آخرون والذين تتمثل مسؤوليتهم في العمل من أجل الصالح العام، وزعموا مرارًا وتكرارًا أن بالعاش إرهابي وحاولوا قصارى جهدهم للتراجع عن الإجراءات التي اتخذتها مؤسساتهم.

لذا فإن الحركة التي ظهرت مع وفاة بالعاش أصبحت قوية بشكل لا يصدق، وجذبت الآلاف من الناس للتجمع في تربات، بمقاطعة كيش. وعندما قررت لجنة ياكجيهتي البلوشية دفن بالعاش، شهدنا مثالاً على الطابع العلماني لبلوشستان، حيث وقف الجميع متحدين، بغض النظر عن الفروق الدينية أو غيرها، رجالاً ونساءً. ودفن باحترام كبير ووحدة وطنية.

وهذا ليس الحادث الأول من نوعه. فقد أصبح إلقاء الجثث في بلوشستان ممارسة شائعة من قبل الدولة. حتى أن هناك مقبرة في بلوشستان، تُعرف باسم إدهي قبرستان، حيث توجد جثث مشوهة لا يمكن حتى اختبار الحمض النووي لها. فهم لا يكلفون أنفسهم عناء إجراء اختبارات الحمض النووي... وتظل تلك الجثث في مستشفى كويتا المدني لعدة أشهر، ثم يقوم متطوعو مؤسسة إدهي [المنظمة غير الحكومية] بدفنها.

على خلفية هذا الحراك، قررت لجنة ياكجيهتي البلوشية تنظيم مسيرة طويلة. وكان السبب الرئيسي هو أن القضايا [المرفوعة ضد سلطات الدولة] قد تم إخمادها. انظر، إننا نعلم أن هناك ظلمًا، وهناك إبادة جماعية مستمرة. لكن كل مؤسسة من مؤسسات الدولة لعبت دورًا في إخفاء هذه الإبادة الجماعية. عندما يتم اختطاف شخص ما، ترفض الشرطة تحرير محضر بتقرير التحقيق الأولي، فلا تستطيع المحاكم توفير العدالة له. لذلك كان علينا تعبئة شعبنا. وكنا نعلم أن هذا كان مجرد غيض من فيض. فقد تعرض أكثر من 50 ألف شخص للاختفاء القسري. فالمواجهات المزيفة لا تحدث فقط في توربات، بل تحدث في كل مكان. لكن الناس يدفنون جثث ضحاياهم بصمت. ولا يطالبون بالعدالة.

لذلك بدأنا المسيرة الطويلة، وكنا نفعل ذلك في منطقة مزقتها الحرب، حيث يوجد حكم عسكري [فعليًا] – حيث يتم حكم الناس من داخل معسكرات عسكرية. وقد كان الأمر صعبًا بالنسبة لنا، لا سيما أثناء اجتياز مناطق النزاع النشطة. فتقريبا كل بلوشستان مزقتها الحرب. لقد تعرض شعبنا للتهديد، وتعرضت عائلاتهم للتهديد.

وعندما وصلنا إلى بنججور، المعروفة بأنها منطقة فرق الموت [المدعومة من الدولة]، تعرضنا للتهديد مرة أخرى. حتى أنهم منعونا من الاعتصام. وعلى الرغم من ذلك، كان هناك أشخاص شجعان تقدموا لنا. وعندما رأوا أننا نتحدث عن قضيتهم أيضًا، أعطونا قضايا جديدة لكي نتناولها. 

ثم تمكنا من المرور عبر بانججور، وطوال رحلة تقدمنا. وأينما ذهبنا كان الناس يرحبون بنا. وكانوا ينتظرون يومين أو ثلاثة أيام حتى وصولنا. لذلك توقفنا في مناطق وبلدات مختلفة على طول الطريق لمدة يومين في كل مرة، وأقمنا معسكرات تسجيل لتسجل تقديم الناس للدعم. 

ومع ذلك، تم وضع العديد من العقبات ضدنا [من قبل الدولة]. فتم استخدام الشاحنات لعرقلة طريقنا. وفي سوراب، هاجمتنا فرقة الموت، مما أدى إلى إصابة أقارب بعض الأشخاص المختفين قسريًا. وكانوا يستهدفوننا ليلًا، ويستهدفون سياراتنا. وعندما وصلت قافلتنا إلى ماستونج، قاموا مرة أخرى بإغلاق الطرق بحاويات الشحن. كان ينبغي للحكومة أو الإدارة أن ترحب بنا، وتوفر لنا الأمن، وتساعد في حل القضايا الحقيقية التي تناولناها؛ وبدلاً من ذلك كانوا مشغولين بمضايقتنا وتهديدنا ومحاولة إيقافنا.  

وأخيرًا، عندما وصلنا إلى كويتا، كانت المنطقة الحمراء بأكملها مغلقة تمامًا. وكنا ننوي أن نقيم اعتصامنا هناك، حيث إن المنطقة الحمراء هي مقر الحكم، وكل ما يسمى بمؤسسات العدالة. وبدلاً من ذلك، اخترنا منطقة سارياب التي يسكنها البلوش، لاحتجاجنا. لأنه كان قرار منظمتنا أنه أينما حاولوا [مسؤولو الدولة] إيقافنا، فسوف نتوقف وننظم احتجاجنا هناك، دون المضي قدمًا. ولن نعطي الدولة الفرصة لسحق حركتنا السلمية بحجة العنف كما فعلت في الماضي.

عندما بدأنا الاعتصام، كان الجو باردًا جدًا في كويتا. وكنا في مكان لا توجد فيه دورات مياه ولا خيام ولا شيء، وكنا نجلس على الأرض. وحتى في ذلك الوقت كنا مستعدين للحوار وكانت مطالبنا واضحة. ومع ذلك، قامت حكومة بلوشستان والحكومة الفيدرالية بمضايقتنا بشكل متكرر. فقد تم تصنيف حركتنا السلمية على أنها حركة إرهابية، وكانت هناك مؤتمرات صحفية متعددة ضدنا كل يوم. 

وذلك عندما قررنا مواصلة هذه المسيرة الطويلة إلى إسلام أباد. في البداية، ذهبنا إلى كوهلو. كوهلو يحكمها الجيش؛ الجنرالات والعقداء يحكمونها. وفي كوهلو، تلقينا ترحيبًا تاريخيًا، حيث تجمع الآلاف من الأشخاص. يمكنك أن تسمي كوهلو مدينة، ولكن في الواقع جغرافية بلوشستان مليئة بالمستوطنات المتناثرة. والناس يقيمون في القرى. وكان الجانب الأكثر أهمية في حركتنا هو أن شعبنا كان معنا. ربما لم تكن لديهم الوسائل، لكنهم كانوا يأتون عمليًا لدعمنا. والمكان الذي أقمنا فيه في كوهلو، تمت مداهمة منزل [مضيفينا] ليلًا. لقد تم أخذ كل شيء، سياراتهم وكل شيء. ويؤلمني أني رأيت هذا. 

وعندما غادرنا كوهلو، رأينا أنها كانت محاصرة. لقد تم مسح الكتابة الطباشيرية من على حائطنا. وتلقيت تهديدات. حركتنا تقودها النساء... والنساء يشاركن فيها ويقودنها بفعالية. أينما كانت هناك كتابة طباشيرية على الجدران، سألونا [الإدارة] عن المسؤول، وطلبوا معرفة هوياتهم، زاعمين أن لديهم لقطات فيديو. لذا، أخذت المسؤولية على عاتقي. لأني شعرت أنه إذا كان على شخص ما أن يواجه العواقب، فليكن أنا.

غادرنا كوهلو إلى برخان... وهو أيضًا مكان تتحكم به فرق الموت. وحتى هناك، كانت خطتنا تقضي بالبقاء لمدة نصف ساعة أو ساعتين فقط، ثم التوجه إلى راخني، ولكن بشكل غير متوقع كان هناك عدد كبير من السكان خرجوا لدعمنا. لقد كنا مندهشين جدًا. وأمضينا اليوم كله معهم، وقمنا بإنشاء معسكر للتسجيل. وفي راخني، تلقينا أكبر ترحيب تاريخي. لذا واصلنا المضي قدمًا. 

وأثناء وجودنا في كوهلو، علمنا أن النشطاء السياسيين لدينا في ديرا غازي (DG) خان، والذين كانوا يستعدون للترحيب بنا، قد تم إيقافهم بفرض تطبيق المادة 144 [حظر التجمع العام]. حتى الطالبات (جزء من اللجنة المنظمة) قوبلن بالعنف والاعتقالات. وتم اعتقال حوالي 15 شخصا. ولهذا نقول إن بلوشستان تحكمها دولة استعمارية.

وعند وصولنا، كانت ديرا غازي خان تحت الحصار بالكامل، مع وجود نقاط تفتيش [أمنية] متعددة. لقد أعلنا في راخني أننا سنذهب [إلى ديرا غازي خان] مع جميع الناس، ودخلنا بسلام. ولأن حركتنا كانت ضد الاختفاء القسري، وضد الاعتقالات، قمنا باعتصام لمدة يومين، مطالبين إدارة ديرا غازي خان بالإفراج عن المعتقلين، وإلا فلن نتقدم... ستبقى مسيرتنا هناك. 

وبعد يومين أطلقوا سراح الناس، لكنهم منعوا المواصلات التي كانت سوف تقلنا. اتصلوا بسلطات النقل وهددوهم بعدم توفير وسائل النقل لنا. ومرة أخرى، نظمنا اعتصامًا وأغلقنا (ميدان) تشوك الرئيسي في ديرا غازي خان، وهو أمر لم يحدث من قبل. ووقف عامة الناس إلى جانبنا. وعندما غادرنا ديرا غازي خان متجهين إلى ديرا إسماعيل (DI) خان، تلقينا ترحيبًا مماثلاً. 

وأخيرًا وصلنا إلى إسلام أباد من ديرا إسماعيل خان. وكان الغرض من هذه الحركة هو تسليط الضوء أمام العالم على الفظائع التي ترتكبها القوات الاستعمارية في كل منزل في بلوشستان، حيث النساء والأطفال ليسوا آمنين.

بلوشستان هي منطقة محظورة، مع عدم وجود وسائل الإعلام. وقد تم إخفاء الوضع الفعلي في بلوشستان، والقمع الذي يحدث. وقد استخدمت الدولة كل مواردها لإخفائها. في كل شارع وزاوية، ستجد معسكرات عسكرية، حيث يحكم الجنرالات العسكريون والنقباء، إلى جانب فرق الموت. وترى رجالاً مرتبطين بفرق الموت، يحملون الأسلحة، ويبتزون الأموال. إنهم ينشرون الرعب، ويرتكبون الفظائع ضد النساء، ويؤذون الأطفال، لكن لا يوجد من يوقفهم. وذلك لضمان عدم قيام الناس بتنظيم حركات سياسية وبقاء بلوشستان متخلفة. 

لذلك كان هدفنا الرئيسي هو بالضبط [تسليط الضوء على هذه الفظائع]. لأننا نعيش في عالم متحيز بطبيعته، حيث يقوم أولئك الذين يرتكبون الإبادة الجماعية هم أنفسهم بشن حملات ضد الإبادة الجماعية. أردنا أن نقول للعالم أن باكستان نفسها ترتكب إبادة جماعية في بلوشستان، وليس لها الحق في التحدث ضد الإبادة الجماعية في فلسطين أو كشمير. 

وكان هدفنا هو القدوم إلى إسلام آباد، والمعاملة التي تلقيناها هناك أصبحت أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع. وفي الواقع فإن هذا لا يمثل حتى 0.2% من المعاملة التي نواجها في بلوشستان. فقد شهدنا المزيد من القمع في بلوشستان، وحملنا الجثامين. لقد قمت أنا شخصيًا بحمل جثث لأطفال. هؤلاء الأطفال قتلهم عقيد من العسكريين. وفي هوشاب، فقد طفلان حياتهما بعد قصف معسكر للجيش، ومن أجل ذلك نظمنا اعتصامًا لمدة 15 يومًا في كويتا. وكان قد تم تقديم الدعوى الأولى فقط، والتي أبطلتها المحكمة العليا لاحقًا.

نريد أن نظهر الديمقراطية الحقيقية لهذه "الدولة الديمقراطية" للعالم.

أرسلان سمداني: هل يمكنك إخبارنا بالمزيد عن مطالبك؟

مهرانج بالوش: ما يحدث في بلوشستان لا يتم مناقشته في أي مكان، لا في وسائل الإعلام المطبوعة، ولا في أي مكان آخر. إنها ليست قضية داخلية، إنها إبادة جماعية. ومطلبنا الأول هو أن تأتي لجنة عمل لتقصي الحقائق تابعة للأمم المتحدة وتحقق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان، والإبادة الجماعية، في بلوشستان. فليس لدينا جميع الأرقام (للأشخاص المختفين قسريًا). ويتعين عليهم أن يحددوا الأرقام الفعلية، وعلى هذا الأساس يتعين عليهم أن يضمنوا وقف باكستان لعمليات القتل خارج نطاق المنظومة القضائية والاختفاء القسري.

مطلبنا الثاني يتعلق بإدارة مكافحة الإرهاب، التي تم إنشاؤها بمواردنا، واستنادًا إلى البيانات المتوفرة لدينا، فقد تورطت في عمليات قتل خارج نطاق القانون في أكثر من 38-40% من الحالات، وليس فقط قضية بالعاش. تكفي وحدها مزاعم الاختطاف القسري وغيرها من الحوادث المماثلة. ولابد من نزع سلاح إدارة مكافحة الإرهاب، كما لابد من نزع سلاح فرق الموت التي أنشئت من أجل الإبادة الجماعية للبلوشيين، بدلاً من منحهم مساحة حزبية والسماح لهم بخوض الانتخابات. 

ومطلبنا الثالث هو أنه أثناء استمرار هذه الحركة لمدة 42 يومًا، فقد سجلنا أكثر من 500 حالة [اختفاء قسري]. وفي الوقت الحالي، يوجد في إسلام أباد وحدها أكثر من مائة عائلة، وتتزايد أعدادها يومًا بعد يوم. واليوم فقط، وصلت خمس عائلات أخرى [للتسجيل]. نريد من الدولة أن تفرج عن أقاربهم، وتقدمهم إلى المحكمة، وتحاكمهم هناك [إذا كانوا متهمين بارتكاب جريمة].

مطلبنا الرابع هو أنه يجب على وزارة الداخلية، أيًا كان المتورط في القتل خارج نطاق المنظومة القضائية، أن تتقدم في مؤتمر صحفي وتعترف أن الدولة، من خلال إدارة مكافحة الإرهاب، قد قتلت الكثير من الأشخاص خارج نطاق المنظومة القضائية [مع إعطاء الأرقام والأسماء].

مطلبنا الرئيسي أيضًا هو... أن قضية بالعاش هي قضية مفتوحة ومغلقة. لقد قُتل في الحجز، وليس هناك حاجة لمزيد من التحقيق. ويجب معاقبة الجناة. النقطة الحاسمة هي أن من قتل بالعاش لم يكن الجنود فقط، بل من أصدر الأمر للجنود أيضًا. ولذلك، يجب إلغاء هذا الأمر، لأن بالعاش ليس الحالة الأولى. وفي عام 2022 وحده، استقبلنا 10 جثث مشوهة. وكان من بينهم شهزاد، وهو طالب من قلات، تم القبض عليه وقتله في مواجهة وهمية. وبالمثل، هناك العديد من الأشخاص في تاونسا قتلوا في مواجهات وهمية.

إذاً هذه هي المطالب الأساسية لحركتنا. لقد أعلنا بوضوح أننا لن نقبل أي لجنة أو مفوضية. عليكم أن تعترفوا بالمسؤولية. أتساءل ما هي الدولة؟ إذا كنتم تسمون أنفسكم دولة، فأنتم من تمتلكون هذه السلطة، فعليكم حل هذه المشكلات لأن دولتكم خلقتها. أنتم مسؤولون عن هذه الإبادة الجماعية، وعليكم أن تتقبلوا المسؤولية عنها وعليكم أن تضعوا حدًا لها.

أرسلان سمداني: كيف تفهمين الأسباب الجذرية لهذا الصراع؟  وقد ارتكبت الدولة هذه الفظائع ضد البلوش لعقود من الزمن. هل تعتقدين أن ذلك مرتبط بالاستعمار البريطاني، أو ربما مدفوع بالثروات المعدنية الهائلة في بلوشستان التي تسعى الدولة للسيطرة عليها، أم أن هناك أسباب أخرى؟

مهرانج بالوش: يعود السبب الجذري إلى عملية الضم في عام 1948 عندما تم دمج بلوشستان في باكستان. بعد ذلك، نشأت حركة، حركة حقيقية للبلوش. وهناك بالتأكيد عقلية استعمارية، فباكستان تريد أن تحكم بطريقة تشبه إلى حد كبير الطريقة التي حكم بها البريطانيون، ليس فقط على البلوش، بل أيضًا على البشتون والسند. لذا فإن هذه العقلية الاستعمارية موجودة حيث فيها يكون من المفترض أن يحكم الجيش، ووظيفته تكون التحكم في توزيع الموارد … وسحق أي حركات قائمة على الحقوق أو حتى الحركات السياسية الأساسية. وبدون المشاركة السياسية يصاب المجتمع بالركود، لذلك لا يريدون أن يتطور الوعي. إنهم يفضلون إنشاء جيل فاسد من خلال "النموذج المصرفي للتعليم" (من باولو فريري)، جيل يميل نحو الفردية التي تتجاهل التفكير الجماعي، ولا يهتم بالتغيير والتحول المجتمعي. وهذا هو ما فعلوه لوقف تلك الحركة.

والموارد ليست سوى نقطة واحدة، القضية الأساسية هي أنها تهدف إلى القضاء على هويتنا الوطنية. فهويتي هي أنني بلوشية. لقد عشنا بهذا المكان منذ آلاف السنين، ولدي جنسيتي الخاصة، ولغتي الخاصة، وهذه هي هويتي الثقافية. لقد تغلغل الاستعمار الثقافي فينا. فلا يمكننا التحدث بلغتنا. والطريقة التي نمارس بها ثقافتنا... انظر، كان لدينا نظام قبلي كان موجودًا قبل البريطانيين، والذي حوله سانديمان إلى نظام سانديمان السرداري (عسكري). وقد كان السردار (قائد الجند) في بلوشستان يُنتخب. ولم يكن من بعض أفراد العائلة المالكة. وهذا يعني أنه سيكون لديه ما يكفي من الحكمة والذكاء لاتخاذ القرارات وتوفير العدالة للمنطقة. كما يمكن محاسبته أيضًا. ويمكن للجمهور أن ينتخبهم أو يعزلهم، وهم لا يورثون الوظيفة، مما يعني أن اللقب لا ينتقل تلقائيًا من الأب إلى الابن. وعلى هذا فقد تم تفكيك البنية الحاكمة الأساسية لدينا، أولاً على يد البريطانيين، ثم على يد باكستان. وباكستان تفعل الشيء نفسه، حيث تمنح الناس القوة ليصبحوا سردار... لقد فُرض علينا نظام مزدوج من القمع، مما أدى إلى تفكيك بنيتنا الاجتماعية.

وكان البلوش يؤمنون بالجماعية... عاداتنا هي أنه عندما يتعلق الأمر بحفلات الزفاف، فإننا نساهم بشكل جماعي، وعندما يموت شخص ما، نحزن بشكل جماعي على وفاته. وهذا هو جمال ثقافتنا، جمال أمتنا. لقد تم مسح كل هذه الأشياء. وما كان يفعله المستعمرون البريطانيون، يفعله اليوم المستعمرون الباكستانيون أيضًا. فلديهم مشكلة مع ما نرتديه، ولغتنا؛ فإذا كان هناك شخص ما يتحدث لغته، فسيتم تصنيفه على أنه جاهل أو أُمي. يريدون تشويه تاريخنا الجميل، حتى ننسى هويتنا ونتبنى هويتهم. وهذه هي المسألة الرئيسية.

وعلى مدى السنوات الخمس والسبعين الماضية، استُخدمت جميع الوسائل للتطهير العرقي للبالوش، ونشر الخوف، وإبقاء شعبنا مهمشًا لدرجة أنه حتى الآن ونحن في القرن الحادي والعشرين، يعيشون كأنهم في العصر الحجري. فلا توجد كهرباء، ولا مرافق أساسية. والناس يموتون بسبب ظروف الطقس القاسية. وأنت تتفهم مدى خطورة الجفاف. بلوشستان منطقة معرضة للجفاف. وإذا لم يموت الناس بسبب الجفاف، فالفيضانات التي تعقب ذلك تمحو قرى ومدن ومستوطنات بأكملها. هذه هي الدولة.

وبالنسبة للدولة، فإن المعادن في بلوشستان مهمة، ولكنها دمرت الموارد البشرية للحصول على تلك الموارد المعدنية. وقد قضت عليها بكل الطرق الممكنة، ليس من خلال العنف المباشر فحسب، بل أيضًا من خلال العنف غير المباشر. فلا يوجد أي تعليم. والأهم من ذلك، أنه حيثما يوجد استغلال للمعادن، ترتفع معدلات الإصابة بأمراض مثل السرطان، كما رأينا في ديرا غازي خان والمناطق المحيطة بها. وقد أثرت المحطات الذرية التي بنوها من أجل اليورانيوم على آلاف الأشخاص. وعندما أُجري اختبار الأسلحة الذرية في شاغاي في عام 1998، لم يتم إجلاء السكان المحليين. بل إن الدولة استخدمت بلوشستان كتجربة لإجراء تجارب نووية. واليوم، لا يوجد بيت واحد في شاغاي لا يوجد فيه أي أطفال من المختلفين من ذوي الإعاقة. والأمهات غير قادرات على إنجاب أطفال "طبيعيين". فنفس شاغاي التي جعلت من هذه الدولة ذات قوة نووية، ليس لديها حتى مستشفى، لعلاج حتى السعال، والأنفلونزا… وكطبيبة أعلم أنه لا توجد حتى أي مرافق للولادة، ما بالك بمستشفى للسرطان… شعبنا محروم من الاحتياجات الأساسية.

ثم يقولون ذلك بسبب السردارات (قادة الجند). ليس ذلك بسبب هذا. وهم يزعمون أن هذه دولة ديمقراطية. يقولون إن لدينا محافل ومجالس [ديمقراطية]، والمجالس تحكم، لكنهم بعد ذلك يفرضون نفس السردار كممثلين لنا. هؤلاء هم السردارات الخاصون بك [بالدولة]، وليس السردارات لدينا. ونحن لا نعينهم كقادة لنا. وأنتم تدربوهم في مقركم العام الرئيسي (GHQ). ثم يلقون باللوم على السردارات على استغلال ذلك والعنف في بلوشستان. وبلوشستان ضد هذا النوع من النظام السرداري، والسردارات الذين ترعاهم الحكومة ليسوا سرداراتنا. والدولة ترعى وتدعم هؤلاء السردارات، وتبرر استغلالنا والعنف ضدنا باسمهم.

أرسلان سمداني: تؤكد الدولة ووسائل الإعلام التي تمولها الدولة على هذه الرواية القائلة بأن السردارات مسؤولون عن إبقاء بلوشستان "متخلفة"، وأن الدولة ليست هي المخطئة. وتزعم الدولة أنها فعلت الكثير لبلوشستان، مثل تطوير غوادار، إلخ. كيف يمكنك الرد على مثل تلك الروايات؟

مهرانج بالوش: أود أن أقول للدولة عندما يكون طفل بريء نائمًا في المنزل وتوقظه وتخطفه من حضن أمه وتتهمه زورًا بالإرهاب ثم تقوم بإخفائه قسريًا... فيمكنك إذا أن تفعل أي شيء، ولكن إذا كنت تعلم أن السردارات هم المسؤولون [عن كل أعمال العنف في بلوشستان]، فلماذا لا تقوموا باعتقالهم؟ ولماذا لم تحاسبوهم؟ هل حالتكم العسكرية ضعيفة جدًا لهذه الدرجة؟ إذا كنتم حقًا تريدون فرض القانون... فكل هؤلاء السردارات يجلسون في محافلكم، وأنتم من أعطيتموهم الأسلحة. عن أي سردار تتحدثون؟ لقد قمتم بأنفسكم بصناعة هؤلاء السردارات. وهذه هي القضايا، التي ظلت قائمة على مدى السنوات الخمس والسبعين الماضية، حيث كانت سياسة الدولة تتمثل في تنظيم إبادة جماعية منتظمة، وتهيئ تدريجيًا الظروف التي لا تبقى فيها أي حركة سياسية في بلوشستان، وتمكّن من فرض الحكم المباشر.

أرسلان سمداني: كانت هناك مسيرتان أو ثلاث مسيرات بلوشية في الماضي القريب. ويبدو في هذه المرة، من الخارج على الأقل، أن دور المرأة بارزًا أكثر. إذًا ما هو تأثير عنف الدولة في بلوشستان على النساء، على وجه الخصوص؟

مهرانج بالوش: بصفتي قومية وناشطة سياسية فأنا أيضًا من أنصار الحركة النسائية، ومنظوري النسوي هو أن المرأة، بوصفها جزءًا من هذا المجتمع، هي الأكثر تضررًا. وعلى سبيل المثال، إذا كان هناك ما يزيد على 50 ألف شخص مفقود، فإن لديهم أيضا عائلات. ولديهم أمهات يعشن على مدى السنوات الأربع عشرة الماضية بأمراض نفسية. وهناك زوجات اختُطف أزواجهن في يوم زفافهن. إنه عقاب جماعي. إذا كان شقيقك أو زوجك له صلة بحركة سياسية، فإنهم يقبضون عليكِ ويضايقونك. 

والآن، تصاعد الوضع إلى درجة أن المرأة نفسها تختفي قسريًا، وتواجه عنفًا مباشرًا. فقد هاجمت فرقة الموت منزل  مالك ناز، ربة منزل، وعندما قاومت قُتلت أمام طفلتها. وهذه ليست الحالة الأولى. وهناك اضطهاد مزدوج لنا - فمن ناحية، لا يسمح للمرأة بأن تتصدر [المجتمع]. والمجتمع البلوشي يتحول من جذوره العلمانية نحو التطرف، وهناك قيود على تعليم المرأة، وهناك قضايا اجتماعية أخرى... إجمالا، يتم قمع المرأة إلى حد أنها تواجه اضطهاد الدولة من جهة، والقمع الاجتماعي من جهة أخرى، كما أن الدولة تولد القمع الاجتماعي. لأنهم يريدون أن يحكمونا بطريقة لا يشارك فيها 51% من سكاننا [سياسيًا].

ولكني أود أن أقول إن المرأة هي التي تقود وتنظم أمتنا وثقافتنًا. وعندما بدأ العنف، وعندما بدأت حالات الاختفاء القسري، فمنذ ذلك الحين [تبرز المرأة في الحراك]. وكانت المرأة هناك قبل ذلك، ولكنها لم تكن في دائرة الضوء. لقد شاركن في الحروب، وكان لديهن وعي سياسي، ولكن عندما بدأت حالات الاختفاء القسري، في العقدين الماضيين ظهرت اللجان النسائية في الحراك، وتقدمت النساء إلى طليعة القيادة في منظمة الطلاب البلوش. 

وكان هناك هذا التصور (من الحركات السياسية التي شهدتها بنفسي) بأن النساء عضوات ثانويات، كمشاركات فقط، لكن المرأة البلوشية تقدمت لتكون قيادية فهي تقود بنفسها وهي جزء من عملية صنع القرار، كما أن قراراتها تحظى بالاحترام على قدم المساواة. بل يمكنني القول إنه مجتمع أنثوي، ولكن هن محترمون أكثر من ذلك أيضًا. ذلك لأنهم يأخذون الجميع للمضي قدمًا. وهذا أيضًا هو جمال ثقافتنا - فإذا تقدمت امرأة إلى الأمام، فإنها تستطيع أن تنهي حرب دامت أربعين عامًا. وهذا هو وضع المرأة في مجتمع البلوشي. ولهذا السبب، عندما دخلت المرأة الحركات السياسية، اكتسبت الكثير من الاحترام. وقد أصبحت المرأة الآن من بناة وحارسات للنضال السياسي البلوشي، ليس هنا فقط، ولكن في كل مكان. فعلى مدار الـ 41 يومًا الماضية، وفي جميع الحركات السياسية الجارية في بلوشستان في كل مكان، يسعدني أن أرى الفتيات الصغيرات وقد أظهرن الكثير من النضج السياسي ويساهمن في التغيير المجتمعي.

أرسلان سمداني: لقد ذكرت أنك تلقيت الكثير من الدعم في ديرا غازي خان، وبينما من المنطقي أن يدعمك الكثير من البلوش، فإن دعمك يبدو كأنه يزداد خارج بلوشستان أيضًا. هل تعتقدي أن الدعم في المجتمعات غير البلوشية قد ازداد، وهل أنت قادرة على الوصول إلى عدد أكبر من الناس عن ذي قبل؟

مهرانج بالوش: نعم، بالطبع. فمن الواضح أنه عندما تتم السيطرة على وسائل الإعلام، لا يمكنني معرفة ما يحدث في جيلجيت أو كشمير، والبعض الآخر لا يعرف ما يحدث في بلوشستان، أو في السند، وتحديدًا داخل السند، أو خيبر بختونخوا أو سوات. وتتم السيطرة على وسائل الإعلام لكي تتم السيطرة على أفكارنا. نحن نرى ما تريد الدولة منا أن نراه، ونتبنى رواية الدولة التي تصوغها وتبثها لنا مدارسنا حتى الآن [حتى سن البلوغ]. وأولئك الذين يحكمون الدولة من خلال ألعاب سياسية، يصفون السياسة بأنها خطيئة. فمنذ البداية، بينما نتشكل نحن [يتقلص تعبيرنا السياسي] - يتم حظر الاتحادات الطلابية، ويقال للوالدين إن السياسة ستخرج أطفالهم عن مسارهم، وما إلى ذلك. 

والنجاح الذي حققته حركتنا هو أن شعب باكستان موجود معنا. وهم يؤيدون قضيتنا ضد القتل، وضد التطهير العرقي للبالوش، وضد هذا الأسلوب الاستعماري، وضد حالات الاختفاء القسري. إن رواية [الدولة] التي تم ترويجها على مدى السنوات الخمس والسبعين الماضية (أن الهند تقف وراء ما يحدث في بلوشستان، وما إلى ذلك) والآن تواجه معارضة برواية أخرى مفادها أن أجهزة [الأمن] التابعة للدولة هي المسؤولة عن خلق هذه الظروف في بلوشستان. 

ونحن نتلقى الكثير من الدعم. ويأتي المتطوعون إلى معسكرنا [في إسلام آباد]، على الرغم من التهديدات والمضايقات التي يواجهونها. ونحن نتلقى الدعم من جميع أنحاء العالم، ولا سيما في باكستان. وهذا أكبر انتصار لنا فعلى الرغم من أن مسيرتنا كانت في المقام الأول لبلوشستان، بمجرد أن وصلنا إلى إسلام أباد، فسكان هذه المدينة وأولئك الذين ينتمون إلى حركات المقاومة في جميع أنحاء البلد هبوا لدعمنا. إن الشخص العادي يفهم ما يحدث - وهذا هو أعظم انتصار لنا. 

إذا كان هناك طبيب، أو محامي، أو حتى أن يأتي البروفيسور إلى مخيمنا… إنهم [الدولة] هم من قاموا ببناء مجتمع حيث الطبقة المتوسطة التي يمكن أن تكون مصدر التغيير قد تم تهميشها تمامًا. أو أنهم هم أنفسهم مهمشون. فقد تم تهميش الشباب الذين كان ينبغي لهم أن يتقدموا لقيادتهم. وقد تم تجنيدهم في نظام مركّب وفاسد يقودهم إلى نزعة فردية منعزلة عن المجتمع الجماعي. إنهم ينظرون إلى التغيرات المجتمعية من خلال القضاء والقدر، وأن هذه الأشياء مقدرة ولن تتغير أبدًا. لكن الأمور تتغير. ربما أنا متفائلة بعض الشيء. ففي بلوشستان على وجه التحديد، كانت حركتنا ناجحة جدًا. وفي الشوارع التي كانت المؤسسة العسكرية تتحكم فيها، أصبح سرد قصتنا اليوم شعبيًا رائجًا. كل بلوشستان تُضرب وتغلق عند دعوتنا. الناس يخرجون في الشوارع، بما في ذلك النساء، وحتى عندما نحاول إيقافهم، فإنهم يستمرون. إذن، هذا هو انتصار سرد قصتنا.

أرسلان سمداني: حصل أفراد من بلوشستان مؤخرًا على مناصب بارزة في الحكومة ومؤسسات الدولة، مثل **رئيس الوزراء المؤقت ووزير الداخلية الأسبق، بالإضافة إلى رئيس المحكمة العليا. ومع ذلك، يبدو أن هؤلاء الأشخاص يتوافقون مع رواية الدولة وكانوا صريحين للغاية في معارضتهم للنضال البلوشي، زاعمين أن 98% من سكان بلوشستان يدعمونهم بينما يرفضون حركتك باعتبارها عمل جماعات هامشية. إنهم يحاولون نزع الشرعية من حركتكم. لماذا في اعتقادك تفضل بعض النخب أن تلازم توجه الدولة؟**

مهرانج بالوش: هذه هي طريقة الدولة لخداع العامة. وبالمثل، عندما يأتي ممثلو الحزب الفيدرالي الباكستاني إلى بلوشستان، فإنهم يرتدون الملابس البلوشية والعمامات. ويتم الآن الاحتفال بيوم الثقافة البلوشية الذي بدأته منظمة الطلاب البلوش (BSO) في الثاني من مارس في كل مقرات الجيش الباكستاني. في الواقع، فقد اختار الجيش قصف تجمع لليوم الثقافي البلوشي [في عام 2010] حيث أصيب بيبارج بالوش ولا يزال مشلولاً، لكنه ملتزم بالحراك حتى يومنا هذا. فالأشخاص الذين يحاولون القضاء على ثقافتنا يحتفلون بـ "يوم ثقافتنا". 

إذاً، سواء كان رئيس الوزراء أو رئيس القضاة من بلوشستان أم لا، فهذا لا يهم. ما يهم هو ما إذا كانوا يلتزمون بالقسم الذي قاموا به.  وبصفتهم ممثلين للدولة، بصفتهم رؤساء للدولة، فإنهم يتبعون الدستور؟ فهذه مجرد أداة أخرى للتلاعب. تمامًا مثلما جلبوا نظام السردار ليقولوا إن السردارات هم المسؤولون [عن الوضع في بلوشستان]، يقولون الآن إن رئيس المحكمة العليا من بلوشستان - لكن لا، إنه رئيس المحكمة العليا في دولتك، وهو لا يملك حقًا أي سلطة. وإذا كانت لديهم سلطة في المقام الأول، وإذا كانوا قد اتخذوا موقفًا عندما اختفى الشخص الأول قسريًا، فلم نكن لنصل لهذه اللحظة. 

أما من يزعم أن 98% من الشعب معهم فأنا أسألهم لماذا لا تدعوا الأمم المتحدة لإحصاء ذلك؟ ما الذي تخشونه؟ سؤالي الثاني هو، لماذا، بعد مرور 13 عامًا منذ وصول فريق الأمم المتحدة المعني بحالات الاختفاء القسري إلى باكستان في عام 2010، لا تسمحون لهم بالعودة على الرغم من أنهم طلبوا شهادة بعدم ممانعة (NOC) عدة مرات؟ إن باكستان لم توقع بعد على مشروع قانون الأمم المتحدة لإنهاء حالات الاختفاء القسري - لماذا؟ لماذا يختفي مشروع قانون إنهاء الاختفاء القسري من المحافل الباكستانية؟ إذا كنت على ثقة بأن 98% من الجمهور معك، إذًا ما الذي تخشاه؟ 

وبغض النظر عن مدى معارضتكم لروايتنا، فإننا قدمنا أشخاصًا بعينهم. وهذا هو دليلنا على ذلك. وسيشهد كل هؤلاء الأشخاص على قمعكم. سوف تجدون ضحايا قمعكم في كل بيت في بلوشستان - أولئك الذين أخفيتموهم، والعديد من الآخرين الذين قتلتم ذويهم. فقبورهم موجودة في بلوشستان، وأقاربهم، مثلي، يشهدون على اضطهادكم. كيف ستتخلص منا؟

إذًا هناك رواية ملفقة، وهناك رواية مبنية على الواقع. ولهذا السبب نحن هنا - لنقول للدولة انظروا، لقد قلتم إن هناك 50 شخصًا فقط مختفين، ولكن انظروا إلى هؤلاء الأشخاص، هناك أكثر من خمسين شخصًا. وحتى لو كانت هناك حالة واحدة فإن ذلك أيضًا يعبر عن فشلكم. إنه فشل لدولتكم. بعد قتل بالعاش، كان لزامًا على الهيئة القضائية الباكستانية أن تقاطع المحاكم. وحقيقة أن بالعاش قُتل بعد مثوله أمام المحكمة [أثناء الحبس الاحتياطي]، فهذا ازدراء للمحكمة. إنه إهانة للقسم الذي أقسمتم به. ولكن إذا كنت لا تعتبر هذا إهانة فأنا آسفة لقول إنك غير صادق.

أرسلان سمداني: هناك سؤال حول غوادار. هناك تطور كبير يحدث هناك، لكن الكثيرين يقولون إن هناك أيضًا تغيرًا ديموغرافيًا يصاحب هذا التطوير. فالناس من خارج الإقليم يستوطنون هناك ويحصلون على الأراضي ويحاولون السيطرة. ما هي أفكارك حول هذا؟

مهرانج بالوش: هذه هي بالضبط الطريقة التي يعمل بها النهج الاستعماري الباكستاني لحكم بلوشستان. من أجل تنفيذ الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)، والذي يُحتمل أن يكون المشروع الأكثر أهمية في المنطقة والذي لديه القدرة على تغيير النظام العالمي، يتم إكراه شعب غوادار إلى التخلي عن أراضيهم، والأهم من ذلك، التخلي عن مصادر رزقهم. 

وفي بلوشستان، لسوء الحظ، لا توجد سوى وسيلتين لكسب العيش: التجارة على الحدود وصيد الأسماك. لقد منعت [الدولة] التجارة الحدودية بإغلاق الحدود، وكذلك أنهوا صناعة صيد الأسماك. وهذه حقيقة واضحة، هناك نزوح داخلي في جميع أنحاء بلوشستان نتيجة العمليات العسكرية واسعة النطاق. وقد أُجبر الناس على مغادرة ديارهم وأراضيهم، وهم الآن مشتتين في أنحاء باكستان كمهاجرين. واليوم، يحدث ذلك في غوادار. 

فعندما تم تأسيس مسار الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، أينما مر، أُحرقت المنازل، وتم القبض على الناس، واختفوا قسريًا، رغمًا عنهم. ولم يتم أخذ إرادة السكان الأصليين بعين الاعتبار على الإطلاق. وتم عقد صفقات هنا في إسلام أباد، في هذه المحافل… فيما يتعلق بأراضينا ومواردنا وعمليات قتل وتشريد شعبنا.


أرسلان سمداني: كيف يمكن للأشخاص التقدميين في منطقة جنوب آسيا مساعدة حركتك؟


مهرانج بالوش: يمكنهم المساعدة من خلال تسليط الضوء على حركتنا قدر الإمكان. وللأسف، فإن العالم الذي نعيش فيه يسيطر على أفكارنا، ولا نرى إلا ما تريد لنا وسائل الإعلام أن نراه. وعلى الرغم من الفظائع واسعة النطاق التي ترتكب في بلوشستان، فإن صوتنا لا يصل إلى أبعد من ذلك. فلا يوجد صحفيون استقصائيون. وعلى الرغم من ذلك، لدينا طفرة في حركتنا وسندفع بها أكثر من ذلك. 

يجب على الناس في منطقة جنوب آسيا الذين يستمعون إلينا أن يدعموا حركتنا، وأن يرفعوا أصواتهم على وجه التحديد ضد الإبادة الجماعية لشعب البلوش. وينبغي عليهم إجبار باكستان، عن طريق كتابة الرسائل، وتنظيم مظاهرات تضامنية، واتخاذ إجراءات عملية للمساعدة في وقف حالات الاختفاء القسري. نحن بحاجة إلى تضامن عملي، ولكن لسوء الحظ، فإن الناس لا يصدرون حتى إدانة. قد لا يكونون على علم بذلك، أو إذا كانوا يعلمون، فقد لا يتقدمون بشيء فعلي. إنهم لا يأخذون في الحسبان ... أن شعبنا يموت. هل أجسادنا ليس بها دماء مثل الآخرين؟ 

لقد كنا نحمل جثث الأطفال الصغار. ففي منطقة صراع مثل بلوشستان، فإن إنجاب طفل يكبر ليصبح شابًا هو أعظم نعمة بالنسبة لنا. ونتساءل كيف نجوا من الحرب. تقوم الأمهات بجمع أبنائهن الأعزاء والذين تم إلقاء جثثهم المشوهة. وهذا لا يصيب الأسرة بالصدمة فحسب، بل يصيب الجميع في المنطقة التي تم العثور فيها على الجثة بالصدمة. إننا نعيش معا كوحدة واحدة - فأسلوب حياتنا اجتماعي. عندما يتم التخلص من جثة شخص ما، يشعر الجميع بالقلق والتخوّف، ويجب أن يشعروا بذلك. وينبغي للجميع أن يفكروا في ذلك، وينبغي للجميع أن يدينوه صراحة. فالخسائر في الأرواح البشرية ليست مسألة تافهة. لقد أصبحت تافهة بالنسبة لنا، من قبل دول العالم، من قبل الإمبرياليين، وتلك القوى هي التي تبرر وتضفي الشرعية على الإبادة الجماعية.

إستيفانيا رويدا توريس: أريد أن أعرف ما هو دور المرأة في الحفاظ على هذا التجمع [مخيم الاحتجاج]. وكيف ترين دورك كقائدة شابة من حيث تعليم نساء أخريات أن يتولين القيادة في الحركة؟


مهرانج بالوش: تعرفون، عندما كنت طفلة، كان والدي هو الذي قال إنه سيتعين عليكِ أن تكوني ناشطة سياسية. بعد المدرسة، سأقوم بتسجيلك في منظمة طلابية، ويجب عليك ممارسة العمل بالسياسة. وكانوا يتناقشوا [بالسياسة] معنا. كان والدي يرتب حلقة دراسية مع عماتي، وجميع الإناث في منزلنا، ويناقشون القضية البلوشية، والقضايا الدولية، والقضايا السياسية، لذلك أصبح الأمر معتادًا جدًا بالنسبة لنا الآن. 

وقد بدأت حياتي السياسية كطالبة ناشطة. ومن تلك النقطة، قلنا، كنساء، أنه إذا أرادت المرأة أن يتم الاعتراف بها على أنها مساوية للرجل، كما تدعي النسويات، فيجب عليها المشاركة في التغيير الاجتماعي الأكبر. إذا كانت هناك حراك وطني، فيجب عليكِ أن تشاركي فيه. فأنتِ لست أضعف من الآخرين. ,إذا شاركت في تلك الحركة الوطنية، فعندها سيتم اعتبارك على قدم المساواة. فالمجتمع الذي نكافح من أجله، نتخيله كمجتمع نسائي. فهناك تغيير نهائي [هو هدف]، ولكن هناك أشياء أخرى يجب أن تتغير، مثل تعليم النساء، وتمكينهن، وتحفيزهن على القدوم والانضمام إلى نضالنا. وهناك قضايا متعددة، وأنا أقر بذلك، لا يُسمح لبعض رفيقاتنا بممارسة السياسة، ولا يُسمح لبعضهن بالحصول على التعليم، لكننا سنعمل على إصلاح ذلك. فهناك دائرة على مستوى المجتمع حيث ندعم بعضنا البعض.

كما تعلمون، هناك شيء واحد. عندما كنا نمارس النشاط الطلابي، شاركنا، ولكننا كنا مثل النشطاء العاديين. وكان هناك مقعدان محددان (للنساء) في المنظمة: نائب الرئيس وأمين الإعلام. وسألت لماذا لدينا حصص ثابتة، ولماذا لا يمكن للمرأة أن تكون رئيسة أو أمينة عامة. لذا غيرنا ذلك. وأعتقد أن الرجال هناك يدعموننا. ولو لم أعمل بالسياسة، لكنت الآن أشتكي أيضًا من أن الرجال لن يدعمونا وهلم جرا. ولكن يجب على المرأة أن تُظهر صفات قيادية. عليكِ المشاركة. لماذا تم اختطاف الرجال؟ لأنهم هم الذين يعملون بالسياسة الذين شاركوا في هذه الثورة، وأنتم [النساء] لا تشاركون. فماذا فعلتي؟ لقد كنتِ في المنزل، وليس لديكِ أي فكرة عما يحدث في العالم أو في حيك. عليكِ أن تغيري ذلك.

ولهذا السبب أقول، عندما جاء اليساريون الباكستانيون إلى بلوشستان منذ حوالي خمس سنوات للمشاركة في مسيرة أورات، أخبرونا أنهم سينظمون شيئًا ما. سألتهم ماذا تعرفون عن بلوشستان؟ ماذا تعرفون عن مشاكل المرأة البلوشية؟ بالنسبة للنساء البلوش، الشعار الشهير لهذه المسيرة "جسدي، خياري" (mera jism meri marzi) - فليس الأمر هكذا [هذا لا ينطبق]. ففي كل منطقة يجب عليك أن تدرس السكان أولًا؛ ما الذي يعانون منه؟ ما هي قضاياهم الرئيسية؟ 

لذا فإن نسويتنا تختلف عن كل العالم. فنحن الضحايا المباشرين لقمع الدولة. لقد فقدت آلاف العائلات وزوجات [المختفين] أحبائهم. إنهن "أنصاف أرامل". عليكم أن تفكروا في هذه المسألة، قبل كل شيء. وهناك جرائم قتل بأسم الشرف. وهي جرائم الشرف التي ترعاها الدولة. وعليكم أن تقوموا بإجراء عملي لهذا الغرض. فلا يحق لنسائنا الحصول على التعليم. أولاً، عليك أن تعلمهم أنهن بشر أيضًا. وأنهن لا يحتجن إلى الآخرين لاتخاذ قراراتهم. لذا فإن [نضالنا] مختلف بعض الشيء.

لكنني أعتقد، كما أفهمها، إذا كنتِ تريدين أن يستمع إليك الآخرون، فلن تحتاجي إلى أي مساومة مع النظام. عليكِ أن تصلي إلى موقع القيادة، وتشاركي في أكبر تغيير في المجتمع، مثل الحركة الوطنية. وبدون القيام بذلك، لا توجد طريقة أخرى. فلن يمكنكِ تغيير أي شيء. إذا كنتِ ضعيفة، فيمكن للناس أن يتعاطفوا معك، لكنهم لن يحلوا مشكلتك. إن حراكنا الوطني يشجع المرأة، وأنت ترى أن كل شخص، كل رجل في حركتنا لا يحترمنا فحسب، بل يحترم قراراتنا. إنهم يؤمنون إيمانًا كاملًا بأننا نستطيع أن نقود هذه الحركة.


د. مهرانج بالوش هي ناشطة ورئيسة لجنة ياكجيهتي البلوشية.

Available in
EnglishSpanishGermanArabicItalian (Standard)Portuguese (Brazil)French
Author
Arsalan Samdani
Translators
Yasser Naguib and ProZ Pro Bono
Date
13.06.2024
Source
Original article🔗
قراءات مطولةEntrevistas
Privacy PolicyManage CookiesContribution Settings
Site and identity: Common Knowledge & Robbie Blundell